جريدة النبض المصري جريدة النبض المصري
آخر الأخبار

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

ساوداد أحدث أعمال الكاتبة «حنين مصطفى» بمعرض الكتاب 2024

الكاتبة "حنين مصطفى"


بعد نجاح روايتها الأولى وتحطيم كل الأفاق والحواجز التي واجهتها في طريقها، تعلن من جديد عن مولِد عمل أدبي جديد لها ليرى النور.

فلقد أعلنت الكاتبة الشابة "حنين مصطفى" عن أحدث أعمالها الأدبية القادمة في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024 والذي جاء باسم ساوداد "رسائل آناستازيا إلى ڤيلهلم" ، مع دار ببلومانيا للنشر والتوزيع.

وجاء أقتباس من داخل إحدى طيات الكتاب كالتالي:

«سبتمبر 1951م
مرَّ زمنٌ ليس بطويل، لكنه أيضًا ليس بقصير منذُ آخر مرة تواصلنا فيها، لستُ أدري شيئًا عنك الآن، وذلك أقلقني بعض الشيء؛ لذلك هممتُ بالكتابة إليك فورًا.
لذا.. حدِّثني عنك أولًا قبل أن أنهمك في قصِّ أحوالي عليك، طمئنِّي وأرِح قلبي عليك يا عزيزي؛ فبالي مشغول كثيرًا عليك، وإني أشتاق إليك كثيرًا جدًّا أيضًا.

أعتذر على تأخري في مراسلتك، فإني انشغلتُ كثيرًا في الآونة الأخيرة! إنَّ حال البلاد ليس بخيرٍ تمامًا وكثرة الحروب تُنهك أعصابي، وكوني عضوًا من الطاقم الصحفي يضع عليَّ حملًا كبيرًا كوني -مُلزمةً- بترقب الأخبار ومعرفتها أولًا بأول، لكني رغم ذلك لا أصف موقفي بالإجبار بشكلٍ كامل؛ فهذا عملي وأنا أحبه، وهذي بلادي أيضًا وأنا أعشقها، لكن كما تعلم يا حبيبي إني أرقُّ من أن أنخرط في كثرة الحروب!

كنتُ أتنقل كثيرًا من مدينةٍ إلى أخرى مع بعض الأصدقاء حتى إنني زُرتُ نوريلسك مؤخَّرًا، لكني لم أًعجَب بها أبدًا تلك المدينة!
إنها جَدُّ كئيبة لدرجةٍ لا تروقني بتاتًا، ورغم أني مُعتادة على الطقس المتجمد، لكن طقس تلك المدينة موحش! أيضًا شممتُ رائحة الموت هناك! وذلك كريه، كريه جدًّا وبغيض أيضًا؛ أنت تعلم كم أخاف الموت وأهابه!
لم أسعد أبدًا برحلتي هناك، لكني ذهبتُ لتدوين بعض المعلومات التي قد تفيدني في مقالي الجديد، وقبل ذهابي حاولتُ كثيرًا البحث عنها في الكتب، لكنها منعزلة جدًّا عن باقي الاتحاد السوڤيتي، لذلك قررتُ التوجُّه هناك فورًا، أيُعقَل يا عزيزي كم أنَّ تلك المدينة ملوَّثة! إنها تقتل سكانها بنفسها، إني لم أُطق المكوث فيها يومين، فما بالك مَن يعيش فيها العمر كله؟!
إنها منطقة غنية بالمعادن، لن أنكر ذلك، لكن دُخانها يزعجني جدًّا يا عزيزي، أنا أكره الدخان؛ فدائمًا ما يُصيبني بالسُّعال!

بعد يومين من زيارتي لتلك المدينة التي أمقتها بالفعل عدتُ مجدَّدًا إلى موسكو؛ فقد داهمني شعور بالكآبة لم أواجه مثله من قبل، لقد شعرتُ وكأني سأخسر موطني قريبًا رُبَّاه! ذلك بغيض جدًّا أتمنى ألَّا يحدث هذا أبدًا.
ونظرًا لحالة الحزن التي كُنتُ فيها توقفت عن الكتابة لبُرهة من الوقت، وفور ما شعرتُ بالتحسُّن سريعًا هممتُ بمحادثتك.

سأكون في انتظار رسالتك إليَّ؛ فإني أشتاق إلى قراءة حروفك كثيرًا، وأشتاق أيضًا لرؤيتك ترسم بالكلمات، ربَّاه إني حقًّا أشتاقك!
اعتنِ بذاتك جيدًا يا عزيزي، حتى تتسنَّى لي الفرصة أن أعتني أنا بك.

المخلصة إليك دائمًا وأبدًا،
آناستازيا ڤولكوڤ.»



ساوداد


التعليقات


اتصل بنا

جريدة النبض المصري هي جريدة مصرية، تهتم الجريدة بالقضايا العالمية والأقليمية والمحلية عامة، ولكنها تهتم بصورة خاصة بالأخبار الثقافية وتطوير الفن.

جميع الحقوق محفوظة

جريدة النبض المصري