إيلون ماسك، المالك الجديد لـ تويتر، أجرى استطلاعًا لمستخدمي المنصة حول ما إذا كان يجب على الموقع تقديم عفو عام عن الحسابات المعلقة، باستخدام الطريقة ذاتها التي استخدمها للتعامل مع قضية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي كانت عُلّق حسابه عقب أحداث اقتحام مبنى الكونجرس.
استطلاع ماسك يأتي في الوقت الذي يواجه فيه معارضة، بشأن معاييره في الإشراف على المحتوى والتي يصفها البعض بأنها تخضع لأهوائه الشخصية، حيث تحددت عمليات إعادة الحسابات للبعض دون غيرهم.
كان الاستطلاع مفتوحًا حتى الساعة 17:46 بتوقيت جرينتش يوم الخميس، وقلّد الاستراتيجية المستخدمة قبل أيام فقط للرئيس الأمريكي السابق ترامب.
وجاء نص استطلاع إيلون ماسك: «هل ينبغي أن يقدم تويتر عفوًا عامًا عن الحسابات المعلقة، بشرط ألا يخالفوا القانون أو يتورطوا في رسائل فظيعة غير مرغوب فيها؟».
عودة ترامب
وأعيد حساب ترامب على تويتر السبت الماضي، بعد أن أيّدت أغلبية ضئيلة من المستجيبين الخطوة، بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي السابق نيته الترشح لولاية جديدة رئيسًا للبلاد في 2024.
حظر حساب ترامب من المنصة تم أوائل العام الماضي، بعدما واجه اتهامات بالتحريض على أحداث 6 يناير والهجوم على مبنى الكابيتول الأمريكي من قبل حشد من أنصاره الذين يسعون لإلغاء نتائج انتخابات 2020.
من المحتمل أن يؤدي اتخاذ قرار شامل بشأن الحسابات المعلقة إلى إثارة قلق السلطات الحكومية التي تراقب عن كثب طريقة تعامل إيلون ماسك مع خطاب الكراهية.
تخوفات في «جوجل» و«آبل»
يمكن أن يخيف أيضًا Apple وGoogle، عمالقة التكنولوجيا الذين لديهم القدرة على حظر Twitter من متاجر تطبيقات الأجهزة المحمولة الخاصة بهم، ورفض وصول مئات الملايين من مستخدميها إلى النظام الأساسي.
إعادة الرئيس السابق إلى المنصة جاء ضمن إعادة الحسابات المحظورة الأخرى، بما في ذلك موقع محاكاة ساخرة محافظ وطبيب نفساني انتهك قواعد تويتر بشأن اللغة التي تحدد الأشخاص المتحولين جنسيًا.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة Tesla وSpaceX إن مُنظِّر المؤامرة أليكس جونز لن يعود إلى Twitter وسيظل محظورًا من المنصة.
وعلى الرغم من الطلبات، قال ماسك يوم الأحد إنه «لا يرحم أي شخص يستخدم موت الأطفال لتحقيق مكاسب أو سياسة أو شهرة»، بسبب تجربته الخاصة في مشاهدة طفله الأول يموت.
صدرت أوامر لجونز بدفع مئات الملايين من الدولارات كتعويض عن أكاذيبه حول إطلاق النار على مدرسة ساندي هوك الابتدائية عام 2012، والذي أسفر عن مقتل 26 شخصًا، معظمهم من الأطفال.
تعليق دائم أم مؤقت؟
لم يوضح ماسك، الذي أتم صفقة شراء بقيمة 44 مليار دولار على تويتر في أواخر أكتوبر، ما إذا كانت عمليات الحظر التي سيغطيها الاستطلاع عبارة عن تعليق دائم أم مؤقت.
بهذا أصبح مستقبل الإشراف على المحتوى على تويتر مصدر قلق كبير، حيث ابتعد كبار المعلنين عن الموقع، بعد أن أدت إعادة إطلاق فاشلة في وقت سابق من هذا الشهر إلى انتشار الحسابات المزيفة، ما تسبب في مشكلة كبرى.
في الوقت ذاته، تم تسريح الفرق المسؤولة عن الاحتفاظ بالمحتوى السيئ أو الأنشطة الشائنة خارج الموقع، وضحايا عمليات التسريح التي يقودها Musk شهدت مغادرة نصف إجمالي موظفي الشركة، فضلا عن فرض إيلون ماسك رسومًا بقيمة 8 دولارات شهريًا قابلة للزيادة، نظير استمرار العلامة الزرقاء، وهو الأمر الذي لاقى استهجانًا لدى جموع المستخدمين، لتتوالى أزمات تويتر لدى المعلنين والمستخدمين على حد سواء، ولا يعرف أحد من رواد المنصة ماذا تخبئه الأيام والأشهر المقبلة.